كيف ادخل الجنة
واجتمع عدد ممن يدعون أن لهم حقوق ميراث في أوقاف مصرية في الخارج (أهمها في السعودية وتركيا) على مجموعات على فيسبوك بينها "رابطة مستحقي الأوقاف المصرية" وجمعية "مستحقي الوقف" للمطالبة بالحصول على "حقوقهم" من ملكية الأوقاف ويقول رئيس الجمعية أن هناك 600 عضو بالجمعية لهم حقوق في الأوقاف المصرية في الداخل والخارج، وتداولوا أسماء أكثر من مائتي اسم من الأوقاف منها أوقاف في بلاد الحرمين مثل وقف عمر مستحفظان ووقف كاداغا الخاربوطري بجوار الحرم المكي ووقف صالح باشا فريد في المدينة المنورة وادعى بعضهم امتلاكه "لوثائق وحجج تثبت كونهم ورثة الوقف". ما هو الوقف؟ ونظ ام الوقف الموجود في مصر يدخل ضمن تطبيقات فكرة "الصدقة الجارية" الإسلامية، فبالوقف نشأت المعاهد ولمساجد والمدارس للتعليم والعبادة، والمستشفيات والصيدليات للعلاج المجاني، والحصون للحماية والتكايا والملاجئ للإيواء بلا مقابل، والمضايف والمنازل للمسافرين والضيوف وعابري السبيل، وكذلك سبل المياة والمقابر والصدقات. والوقف يكون دائم وأبدي أي أنه لا يملكه أحد ولا يعود إلى ملك صاحبه مرة أخرى بعد أن أوقفه ولا إلى ورثته وهو كذلك مستقل عن سلطة الدولة رغم إمكانية مشاركة الدولة في إدارته للمنفعة العامة.
لكنه لم يعط تفاصيل إضافية عن هذا التعويض ولا الجهة التي تلقته وكيف تم احتساب قيمة الوقف، مشيراً إلى أن الأوقاف المصرية دخلت في توسعة الحرم وصارت أو كانت داخل الحرم المكي. وكانت صحيفة المال الاقتصادية أشارت لأن وزارة الأوقاف المصرية كان لديها أراضي كأصول دخلت ضمن توسعات الحرم المكى، تعود إلى وقف «باكير أغا الخربوطلي» الذى كان والياً مصرياً على مكة، واشترى 20 ألف متر مربع في حي «المسفلة» بمكة المكرمة. كما تمتلك وقف كل من "آل جلبي"، و«صالح باشا فريد وزوجته"، و"محمد جلبي الخروطلي"، و"إبراهيم بك الكبير" ومساحته حوالي 20 ألف متر مربع، و"تكية الأغوات"، و"زين الدين القاضي"، و"عمر مستحفظان" في منطقة جبل عمر في مكة المكرمة، وقامت السعودية بتسوية الجبل بالأرض من أجل إجراء توسعات في الحرم المكي، حسب التقرير نفسه المنشور في صحيفة المال المصرية. وهناك عدة أوقاف أخرى تخص ورثة عائشة هانم، صديقة حرم صالح باشا فريد، بالمدينة المنورة، وتمتلك نحو 25 فداناً بمنطقة كامل العنبرية، وقامت الحكومة السعودية بشراء بعض الممتلكات المصرية بقيمة 200 مليون ريال وأودعتها فى أحد بنوكها، بالإضافة إلى عدة أوقاف أخرى تخص ورثة الواقفين من الأشراف المصريين، وأيضاً وقف تكية الأتراك والآغاوات بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والذي يمتلكه مجموعة من المصريين، مثل خليل آغا وعثمان آغا وغيرهما.
رعى المستشار بالديوان الملكي إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ د. صالح بن حميد، مساء أمس بمكة المكرمة، حفل تدشين أكاديمية "تفسير" بالشراكة مع أوقاف محمد بن عبدالعزيز الراجحي. حضر التدشين أئمة الحرم المكي؛ الشيخ د. صالح بن طالب، والشيخ د. ياسر الدوسري، ورئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية بدر بن محمد الراجحي. وتعدّ أكاديمية "تفسير" المشروع التعليمي لمركز "تفسير" للدراسات القرآنية، وهي أحد المراكز المتخصصة والمتميزة في العناية بالقرآن وعلومه والأولى من نوعها في العالم في مجال صناعة المفسر، وهي أكاديمية إلكترونية تعنى بالتعليم عن بُعد ومتخصصة في هذا المجال. وتقدّم أكاديمية "تفسير" ستة برامج علمية متخصصة؛ حيث تم استكمال وإطلاق البرنامجين الأول والثاني منها، وسيتم تباعاً إطلاق بقية البرامج التعليمية، وتغطي الآن 85 دولة على مستوى العالم، وقد تقدّم للتسجيل فيها أكثر من 600 ألف طالب، وتعمل الأكاديمية على صناعة نخبة من المفسرين المتميزين، والذين يتم إعدادهم وفق برامج تعليمية متنوعة تصقل مهارات الطلاب وتعدّهم الإعداد العلمي والمهاري الذي يؤهلهم للحصول على الشهادة الأكاديمية المتخصصة في هذا المجال.
يُعد الوقف من أهم نتاج الحضارة الإسلامية حيث ظهر کنظام طوعي خيري في المجتمعات الإسلامية, وقد تميز الوقف باتساع بابه المفتوح لجميع المسلمين على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم, مما جعله رکنا أساسيًا في تشکيل بنيان المجتمع الإسلامي وتکافله, إضافة إلى تحمله للعديد من واجبات الدولة تجاه الأفراد والمجتمع. ونظرًا لحرمته وضوابطه الفقهية التي حددتها الشريعة الإسلامية؛ أصبح رأسمال اجتماعي لا يخضع لآليات السوق المعروفة؛ مما ساعد على حفظ الموارد الاقتصادية ونمو عائداتها, واستمرار ريعه على الأسر وذريتها, والفقراء, والمحتاجين والعاملين عليه, وکذلک الإنفاق على المنشآت الدينية والمدنية التي يحظى بها الجميع مجانًا أو بأسعار رمزية. ونظرًا لمکانة الأماکن المقدسة وإجلالها, فقد کان من الطبيعي أن ينال المسجد الحرام في مکة المکرمة أولوية لدى الموقفين, وتجلى هذا الاهتمام بضخامة الأوقاف وتنوعها وتعدد خدماتها التي حبسها المسلمون دولاً وأفرادًا في تلک البقعة الطاهرة. فآثرت اختيار أوقاف المسجد الحرام موضوعًا للدراسة والبحث في القرن التاسع عشر الميلادي. حين کان العثمانيون يسيطرون على شبه الجزيرة العربية بما في ذلک إقليم الحجاز, حيث تتواجد المقدسات الإسلامية.
نقلت " جريدة المال الاقتصادية " عن مصادر حكومية "رفيعة المستوى" أن مصر ستتحرك دولياً خلال شهر فبراير/شباط المقبل "لإثبات ملكيتها لأوقاف بجوار الحرمين الشريفين"، مشيرة إلى أن وزارة الأوقاف المصرية لديها أصول في المملكة العربية السعودية، منها أراض ضمن توسعات الحرم المكي، بينها 20 ألف متر مربع يعود تاريخها لأحد الولاة المصريين على مكة. وأعادت التصريحات للأذهان قضية الأوقاف المصرية في السعودية، التي قامت الحكومتان المصرية والسعودية بتسوية جزء منها لإدخالها ضمن توسعات الحرم المكي، وأودعت الحكومة السعودية -حسب مصادر رسمية مصرية- تعويضاً مادياً في أحد البنوك نظير تنازل الأوقاف المصرية عن ملكيتها للسلطات السعودية. وكان رئيس مجلس إدارة جمعية مستحقي الوقف الأهلي في مصر اللواء أحمد الجلبي قد قال في حوار قبل ثلاث سنوات إن السلطات السعودية أبدت استعدادها لتعويض أصحاب بعض الأوقاف مثل وقف إبراهيم باشا بن عبد الله الرومي في مكة، الشهير بكاداغا الخاربوطري بمبلغ مائة ألف ريال سعودي للمتر، لكنه أضاف أن وزارة الأوقاف المصرية لم تهتم أو تبحث عن ورثة هذا الوقف رغم امتلاك ورثته للأوراق التي تثبت ملكيتهم، وهناك أيضاً وقف باسم "صالح باشا فريد" في المدينة المنورة.