كيف ادخل الجنة
الحمد لله. أولاً: قَبْلَ الإِجَابَةِ عَلَى هذا السُّؤَالِ لاَ بُدَّ مِن تَقرِيْرِ مَسْأَلَةٍ مُهِمَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِفَضَائِلِ السُّوَرِ. لَقَدْ وُضِعَتْ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ أَحَادِيْثُ مَكْذُوْبَةٌ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِن أَشْهَرِ مَنْ عُرِفَ بِذَلِكَ: 1- نُوْحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ الجَامِعُ ، وَالَّذِي قِيْلَ فِيْهِ: " جَمَعَ كُلَّ شَيْء إِلاَّ الصِّدْق " ، فَقَدْ أَبَاحَ – بِزَعمِهِ – الكَذِبَ فِي الحَدِيْثِ لِمَصْلَحَةِ الدِّيْنِ ، فاختلق أحاديث من عنده ونسبها إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضائل سور القرآن الكريم سورةً سورةً.
سورة يس هي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب سور القرآن الكريم البالغ عددها مائة وأربعة عشر سورة، ويأتي موقعها بعد سورة فاطر وقبل سورة الصافات وعدد آياتها ثلاثٌ وثمانون آية، وهي من السور المكيّة -أي أنها نزلت في مكة المكرمة- وقد تم تسميتها بهذا الاسم لأنّ الله -جلّ وعلا- افتتح آياتها بأحد الحروف المقطعة والتي تُقرأ كلّ حرفٍ على حدى أي أنها تُقرأ "ياسين" فقد قال: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}، [١] وسيأتي هذا المقال على ذكر ما جاء من تأملات في سورة يس ولمساتٍ بيانيةٍ في آياتها. [٢] تأملات في سورة يس سيتم الحديث عمّا جاء من تأملات في سور يس بذكر اللمسات البيانية والتأملات التي جاءت في أول آياتها، فقد قال تعالى: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، [٣] فالسورة تبدأ بـ "يس" وهي من الأحرف المقطعة وقد قال أهل التفسير البياني أنّ الله تعالى ذكرها لتلفت انتباه السامع وتجعله يصغي بهذه الأحرف التي لم يألفها العرب وتكون كأنها وسيلة تشدّ الذهن للإصغاء، ولذلك قالوا أنّها فواتح للتنبيه حتى ينتبه لها السامع، ثمّ تابع الله تعالى فقال: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}، [٤] فقد أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم ووصفه بالحكيم.